ليس غريبًا إن سمعنا عمّن يتعاطى المخدرات بأنواعها المختلفة، الحشيش، والماريجوانا، والكوكايين. لكن سيثير استغرابنا إن علمنا بأن نوعًا جديدًا من المخدرات قد ظهر وبدأ يأخذ مكانه بين المدمنين. “Digital Drugs” أي “المخدرات الرقمية” وهي عبارة عن أصوات قادرة على تغيير أنماط موجة الدماغ، بتوليد حالة مماثلة لما تفعله المخدرات الكيميائية، أو خلق حالة عميقة من التأمل. المخدرات الرقمية هي أصوات تنساب من الأذنين إلى الدماغ، تؤثر على ذبذباته لتدخل متعاطيه في حالة مشابهة لتعاطي المخدرات التقليدية.
وهذه المخدرات عبارة عن ملفات صوتية “MP3” تتكون من نغمات خاصة. ويحدث تأثيرها عند الاستماع بواسطة السماعات لنغمتين متقاربتين في التردد. لا يستطيع المستخدم التمييز الجيد بينهما، لكن عبر السماعات يستطيع الاستماع إلى نغمتين معزولتين في كل أذن. ويُقال بأن لهذه الملفات الصوتية تأثير المخدرات والجنس، فيعادل أثر الاستماع لهذه الملفات تدخين سيجارة من الحشيش.
وتحدث الدقات الإيقاعية في الدماغ كما النبضات الكهربائية. ويكمن هدف المخدرات الرقمية في السيطرة على النبضات الكهربية وحث دماغ المستمع لمزامنته مع الإيقاعات. وتتحقق هذه المزامنة بتحديد النغمات بمستوى تردد معين. ويعد أساسًا للتأمل، وأحيانًا ضمن أنواع العلاج النفسي والسلوكي. وتُعرف المخدرات الرقمية بصوت الشفاء، ” solfeggio frequency”، كما تعرف بـ i-dosing إذ يشير الحرف “I” إلى الفيديوهات والموسيقى التي لها ذبذبات خاصة للأذنين.
وتُقاس ترددات الملفات الصوتية “بالهيرتز”، فحين يستمع الشخص إلى نغمتين تقعان ضمن مستوى معين من الترددات فيتحقق للمستمع مزاج معين، أو تتولد طاقة معينة. فإن أراد الشخص استرخاء تامًا يمكن أن يختار نغمة بتردد 140 هيرتز في أذن، و145 في أذن أخرى. فدماغ المستمع قادرة على تمييز الفرق بين ترددات النغمتين. وإن أراد أن يكون مفعمًا بالطاقة فعليه أن يختار 130 هيرتز في أذن، و150 في أذن أخرى، ففارق الـ 20 هيرتز سيولد حالة مختلفة يدركها العقل عبر صوت وهمي ثالث.
تأثير فروقات ترددات الموجات الصوتية
Delta |
0.5Hz – 4Hz النوم العميق |
Theta |
4Hz – 8Hz النعاس |
Alpha |
8Hz – 14Hz الاسترخاء مع اليقظة |
Beta |
14Hz – 30Hz اليقظة العالية والتركيز |
فالفارق بين طرفي السماعة هو الذي يحدد الجرعة، فكلما زاد الفرق كلما زادت الجرعة
وللاستماع لهذه الملفات الصوتية المخدرة ينصح باستخدام سماعات من نوع خاص تميز الدقة في الاختلاف بين الترددات. ووفقًا لتقارير فقد انتشر هذا النوع من المخدرات في عدد من الدول العربية، والتي كان من بينها لبنان والتي سجلت فيها حالتا إدمان على المخدرات الرقمية التي تروج لها شركات كبيرة على الإنترنت. وكإجراء وقائي من انتشار هذه الظاهر دعا وزير العدل اللبناني”أشرف ريفي” لإجراءات قانونية ضد هذه المنتجات الخطيرة.
وقد طالب الوزير المدعي العام “سمير حمود” لإتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف انتشار المخدرات الرقمية في لبنان. ويتم شراء هذه المخدرات إلكترونيًا بـ 3$. وقد تضاربت التقارير حول هذه المخدرات، فمن الخبراء والأطباء من أكد خطورتها، ومنهم من رأى بأنها لها فوائد محددة. وقد توصل لهذه التقنية الفيزيائي الألماني “هينريش ويلهلم دوف” عام 1839.
تقرير على فضائية “إم تي في” عن المخدرات الرقمية في لبنان
https://www.youtube.com/watch?v=_faoHv7c4po
وتأتي هذه الملفات ضمن حزم مختلفة، منها ما هو ترفيهي، أو كوصفة طبية، أو خيالي. وتتنوع الجرعات، منها جرعات جنسية، أو للرياضيين، أو المصممين. وبحسب موقع “I-doser” فيمكن تحميل الملفات الصوتية على الآيفون، والآيباد، والأندرويد، والحواسيب الشخصية. وقد حذر الدكتور “سرحان المنيعي” نائب مدير إدارة أكاديمية العلوم الشرطية من انتشار هذه الظاهرة في المجتمع الإماراتي مطالبًا بحظر هذه المنتجات التي تشكل تهديدًا للمجتمع.
وقد كتبت الدكتورة “هيلانة وهبة” مقالة في صحيفة “الواشنطن بوست” ذكرت بأنه لا يحدث زيادة في نشاط دماغ الأشخاص الذين يستمعون لهذه الترددات. وقال باحثون من “جامعة أوريغون للصحة والعلوم ” بأن الموجات الصوتية قد يكون لها فوائد على المدى الطويل في التقليل من القلق، وتحسين نوعية الحياة.